الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ }

أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبي جهل.

وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أفمن وعدناه... } الآية. قال: نزلت في حمزة. وأبي جهل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه } قال: حمزة بن عبد المطلب { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } قال: أبو جهل بن هشام.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه } قال: هو المؤمن. سمع كتاب الله فصدق به، وآمن بما وعد فيه من الخير والجنة { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } قال: هو الكافر. ليس كالمؤمن { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } قال: من المحضرين في عذاب الله.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيها }.

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { من المحضرين } قال: أهل النار أحضروها.

وأخرج البخاري في تاريخه عن عطاء بن السائب قال: كان ميمون بن مهران إذا قدم ينزل على سالم البراد، فقدم قدمة فلم يلقه فقالت له امرأته: إن أخاك قرأ { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه } قالت: فشغل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من استطاع منكم أن يضع كنزه حيث لا يأكله السوس فليفعل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه قال: مكتوب في التوراة: ابن آدم ضع كنزك عندي فلا غرق، ولا حرق، أدفعه إليك أفقر ما تكون إليه يوم القيامة.

وأخرج مسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله عز وجل يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، فيقول: رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، ويقول: يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، فيقول: رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول تبارك وتعالى: أما علمت أن عبدي فلاناً استسقاك فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي. قال: ويقول: يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني: فيقول: أي رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلاناً استطعمك فلم تطعمه، أما أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ".

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: " يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا، وأعطش ما كانوا، وأعرى ما كانوا، فمن أطعم لله عز وجل أطعمه الله، ومن كسا لله عز وجلّ كساه الله، ومن سقى لله عز وجلّ سقاه الله، ومن كان في رضا الله كان الله على رضاه أقدر ".