الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }

أخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " يا عماه قل لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله يوم القيامة ". فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت بها عينك فأنزل الله عليك { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } ".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن ابن المسيب نحوه، وتقدم في سورة براءة.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إنك لا تهدي من أحببت } قال: نزلت هذه الآية في أبي طالب.

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود في القدر والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد بن رافع قال: قلت لابن عمر { إنك لا تهدي من أحببت } أفي أبي طالب نزلت؟ قال: نعم.

وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد بن رافع قال: سألت ابن عمر رضي الله عنهما { إنك لا تهدي من أحببت } أفي أبي جهل وأبي طالب؟ قال: نعم.

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إنك لا تهدي من أحببت } قال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: قل كلمة الاخلاص أجادل عنك بها يوم القيامة قال: يا ابن أخي ملة الأشياخ { وهو أعلم بالمهتدين } قال: ممن قدر الهدى والضلالة ".

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { إنك لا تهدي من أحببت } قال: " ذكر لنا أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التمس منه عند موته أن يقول لا إله إلا الله كيما تحل له الشفاعة، فأبى عليه ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { إنك لا تهدي من أحببت } يعني أبا طالب { ولكن الله يهدي من يشاء } قال: العباس.

وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري في الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } قال: نزلت في أبي طالب. ألح عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم فأبى. فأنزل الله { إنك لا تهدي من أحببت } أي لا تقدر تلزمه الهدى وهو كاره له إنما أنت نذير { ولكن الله يهدي من يشاء } للايمان.

السابقالتالي
2