الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } * { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ }

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو القاسم البغوي في معجمه والباوردي وابن قانع الثلاثة في معاجم الصحابة والطبراني وابن مردويه بسند جيد عن رفاعة القرظي رضي الله عنه قال: نزلت { ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون } إلى قوله { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا } في عشرة رهط: انا أحدهم.

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { ولقد وصلنا لهم } قال: لقريش { القول }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { ولقد وصلنا لهم القول } قال: بَيَّنا.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { ولقد وصلنا لهم القول } قال: وصل الله لهم القول في هذا القرآن يخبرهم كيف يصنع بمن مضى، وكيف صنعوا، وكيف هو صانع.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي رفاعة رضي الله عنه قال: خرج عشرة رهط من أهل الكتاب - منهم أبو رفاعة - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا، فأوذوا، فنزلت { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون }.

وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر عن علي بن رفاعة رضي الله عنه قال: كان أبي من الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، وكانوا عشرة، فلما جاؤوا جعل الناس يستهزئون بهم، ويضحكون منهم، فأنزل الله { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا }.

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { الذين آتيناهم الكتاب } إلى قوله { لا نبتغي الجاهلين } قال: في مسلمة أهل الكتاب.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون } قال: كنا نحدث أنها أنزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق يأخذون بها، وينتهون إليها، حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وصبرهم على ذلك قال: وذكر لنا أن منهم سلمان، وعبد الله بن سلام.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون } قال: يعني من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب.

وأخرج ابن مردويه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: تداولتني الموالي حتى وقعت بيثرب، فلما يكن في الأرض قوم أحب إلي من النصارى، ولا دين أحب إلي من النصرانية، لما رأيت من اجتهادهم، فبينا أنا كذلك إذ قالوا: قد بعث في العرب نبي، ثم قالوا: قدم المدينة فاتيته فجعلت أسأله عن النصارى قال: لا خير في النصارى، ولا أحب النصارى قال: فاخبرته أن صاحبي قال: لو أدركته فأمرني أن أقع النار لوقعتها قال: وكنت قد استهترت بحب النصارى، فحدثت نفسي بالهرب، وقد جرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف، فأتاني آتٍ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت: اذهب حتى أجيء وأنا أحدث نفسي بالهرب قال لي: لن افارقك حتى أذهب بك إليه، فانطلقت به فلما رآني قال: يا سلمان قد أنزل الله عذرك { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون }.

السابقالتالي
2 3 4 5