الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } * { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم { من جاء بالحسنة فله خير منها } قال: هي لا إله إلا الله { ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار } قال: هي الشرك ".

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين قال { من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون، ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون } قال: من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به دخل النار ".

وأخرج الحاكم في الكنى عن صفوان بن عسال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك يجثوان بين يدي الرب فيقول الله للإِيمان: انطلق أنت وأهلك إلى الجنة. ويقول للشرك: انطلق أنت وأهلك إلى النار، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { من جاء بالحسنة فله خير منها } يعني: قول لا إله إلا الله { ومن جاء بالسيئة } الشرك { فكبت وجوههم في النار } ".

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجيء الاخلاص والشرك يوم القيامة، فيجثوان بين يدي الرب فيقول الرب للاخلاص: انطلق أنت وأهلك إلى الجنة، ثم يقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار، ثم تلا هذه الآية { من جاء بالحسنة } بشهادة أن لا إله إلا الله { فله خير منها } يعني: بالخير الجنة { ومن جاء بالسيئة } بالشرك { فكبت وجوههم في النار } ".

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله { من جاء بالحسنة فله خير منها } يعني بها شهادة أن لا إله إلا الله { ومن جاء بالسيئة } يعني بها الشرك يقال: هذه تنجي. وهذه تردي.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود { من جاء بالحسنة } قال: بلا إله إلا الله { ومن جاء بالسيئة } قال: بالشرك.

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالساً في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية { من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون، ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار } فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها. فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تباً لكم. وكان حديداً وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار.

السابقالتالي
2