الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }

أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن مسروق قال: كنت متكئاً عند عائشة فقالت عائشة: ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلت: وما هن؟ قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئاً فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي علي ألم يقل الله { ولقد رآه بالأفق المبين؟!.. }ولقد رآه نزلة أخرى } [النجم: 13] فقالت: أنا أوّل هذه الأمة سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين. رأيته منهبطاً من السماء. ساد أعظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت: أو لم تسمع الله عز وجل يقوللا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } [الأنعام: 103] أو لم تسمع الله يقولوما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً } [الشورى: 51] إلى قوله { علي حكيم }. ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله جل ذكره يقول { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } إلى قولهوالله يعصمك من الناس } [المائدة: 67] قالت: ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله }.