الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } * { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما من الأنصار؛ والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله { والشعراء يتبعهم الغاوون.. } الآيات.

وأخرج ابن جرير عن الضحاك، مثله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس. فأنزل الله { والشعراء يتبعهم الغاوون }.

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عروة قال: لما نزلت { والشعراء } إلى قوله { ما لا يفعلون } قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله قد علم الله أني منهم. فأنزل الله { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } إلى قوله { ينقلبون }.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد قال: لما نزلت { والشعراء... } جاء عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء أهلكنا؟ فأنزل الله { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم.

وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن أبي الحسن مولى بني نوفل؛ أن عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ { والشعراء يتبعهم الغاوون } حتى بلغ { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال: أنتم { وذكروا الله كثيراً } قال: أنتم { وانتصروا من بعد ما ظلموا } قال: أنتم { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } قال: الكفار.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس { يتبعهم الغاوون } قال: هم الكفار، يتبعون ضلال الجن والإِنس { في كل وادٍ يهيمون } في كل لغو يخوضون { وأنهم يقولون ما لا يفعلون } أكثر ولهم مكذبون، ثم استثنى منهم فقال { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً } في كلامهم { وانتصروا من بعد ما ظلموا } قال: ردوا على الكفار الذين كانون يهجون المؤمنين.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس { والشعراء } قال: المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم { يتبعهم الغاوون } غواة الجن { في كل واد يهيمون } في كل فن من الكلام يأخذون، ثم استثنى فقال { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، كانوا يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء المشركين.

السابقالتالي
2 3 4 5