الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } * { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } * { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً }

أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } قال: بعد الفجر قبل أن تطلع الشمس.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل... } الآية. قال: ألم تر إنك إذا صليت الفجر كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلاً؟ ثم بعث الله عليه الشمس دليلاً فقبض الله الظل.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس { ولو شاء لجعله ساكناً } قال: دائماً { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } يقول: طلوع الشمس { ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً } قال: سريعاً.

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } قال: ظل الغداة قبل طلوع الشمس { ولو شاء لجعله ساكناً } قال: لا تصيبه الشمس ولا يزول { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } قال: تحويه { ثم قبضناه إلينا } فاحوينا الشمس إياه { قبضاً يسيراً } قال: خفيفاً.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } قال: مده من المشرق إلى المغرب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس { ولو شاء لجعله ساكناً } قال: تركه كما هو ظلاً ممدوداً ما بين المشرق والمغرب.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أيوب بن موسى { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } قال: الأرض كلها ظل. ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس { ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً } قال: قليلاً قليلاً.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي والضحاك وأبي مالك الغفاري في قوله { كيف مد الظل } قالوا: الظل: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } قالوا: على الظل { ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً } يعني ما تقبض الشمس من الظل.

وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { كيف مد الظل } قال: من حين يطلع الفجر إلى حين تطلع الشمس.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { جعلنا الشمس عليه دليلاً } قال: يتبعه فيقبضه حيث كان.

وأما قوله تعالى: { وجعل النهار نشوراً }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: إن النهار اثنتا عشرة ساعة، فأول الساعة ما بين طلوع الفجر إلى أن ترى شعاع الشمس، ثم الساعة الثانية إذا رأيت شعاع الشمس إلى أن يضيء الاشراق. عند ذلك لم يبق من قرونها شيء، وصفا لونها، فإذا كانت بقدر ما تريك عينك قيد رمحين فذلك أول الضحى، وذلك أول ساعة من ساعات الضحى، ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين، ثم الساعة السادسة حين نصف النهار.

السابقالتالي
2