الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } * { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } قال: حين ينفخ في الصور فلا يبقى حي إلا الله عز وجل.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدي { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } قال: في النفخة الأولى.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: ليس أحد من الناس يسأل أحداً بنسبه ولا بقرابته شيئاً.

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال: لا يسأل أحد يومئذ بنسب شيئاً ولا ينمي إليه برحم.

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } وقولهوأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } [الصافات: 27] فقال: إنها مواقف. فأما الموقف الذي لا أنساب بينهم ولا يتساءلون عند الصعقة الأولى لا أنساب بينهم فيها إذا صعقوا، فإذا كانت النفخة الآخرة فإذا هم قيام يتساءلون.

وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من وجه آخر عن ابن عباس أنه سئل عن الآيتين فقال: أما قوله { ولا يتساءلون } فهذا في النفخة الأولى حين لا يبقى على الأرض شيء. وأما قولهفأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } [الصافات: 27] فإنهم لما دخلوا الجنة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون.

وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن مسعود قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين - وفي لفظ: يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة على رؤؤس الأوّلين والآخرين - ثم ينادي مناد ألا إن هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق قبله فليأت إلى حقه - فيفرح - والله - المرء أن يكون له الحق على والده أو زوجته وإن كان صغيراً. ومصداق ذلك في كتاب الله { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون }.

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ليس شيء أبغض إلى الإنسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يدور له عليه شيء، ثم قرأيوم يفر المرء من أخيه } [عبس: 34].

وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي، وسببي، وصهري ".

وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ".