الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن المنذر والعقيلي والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب قال: " كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل، فأنزل عليه يوماً فمكثنا ساعة، فسري عنه فاستقبل القبلة فرفع يديه فقال: اللهم زدنا ولا تُنْقِِِِِِِِصْنَا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا ارضنا، ثم قال: لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ { قد أفلح المؤمنون } حتى ختم العشر ".

وأخرج البخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة، كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن. ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنون { قد أفلح المؤمنون } فقرأ حتى بلغ العشر فقالت: هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

واخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده وقال لها: تكلمي. فقالت { قد أفلح المؤمنون } ".

وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه من حديث ابن عباس مثله.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله { قد أفلح المؤمنون } قال: قال كعب: لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة: خلق آدم بيده، والتوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده ثم قال: تكلمي.. فقالت: { قد أفلح المؤمنون } لما علمت فيها من الكرامة.

وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: لما غرس الله الجنة نظر إليها فقال: { قد أفلح المؤمنون }.

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال: لما خلق الله الجنة قال { قد أفلح المؤمنون } وأنزل الله به قرآناً.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { قد أفلح المؤمنون } يعني: سعد المصدقون بتوحيد الله.

وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف أنه كان يقرأ { قد أفلح المؤمنون } برفع أفلح.

وأخرج عن عاصم أنه قرأ بنصب (أفلح).

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { قد أفلح المؤمنون } قال: فازوا وسعدوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول لبيد:
فاعقلي إن كنت ما تعقلي   ولقد أفلح من كان عقل