الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } * { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ }

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ذلك ومن يعظم شعائر الله } قال: البدن.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله { ذلك ومن يعظم شعائر الله } قال: الاستسمان والاستحسان والاستعظام. وفي قوله { لكم فيها منافع إلى أجل مسمى } قال: إلى أن تسمى بدنا.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد { ذلك ومن يعظم شعائر الله } قال: استعظام البدن واستسمانها واستحسانها { لكم فيها منافع إلى أجل مسمى } قال: ظهورها وأوبارها واشعارها وأصوافها، إلى أن تسمى هدياً. فإذا سميت هدياً ذهبت المنافع { ثم محلها } يقول: حين يسمى إلى البيت العتيق.

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك وعطاء في الأية قال: المنافع فيها، الركوب عليها إذا احتاج، وفي أوبارها وألبانها. والأجل المسمى: إلى أن تقلد فتصير بدناً { ثم محلها إلى البيت العتيق } قالا: إلى يوم النحر تنحر بمنى.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله { ثم محلها إلى البيت العتيق } قال: إذا دخلت الحرم فقد بلغت محلها.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن محمد بن موسى في قوله { ذلك ومن يعظم شعائر الله } قال: الوقوف بعرفة من شعائر الله، وبجمع من شعائر الله، والبدن من شعائر الله ورمي الجمار من شعائر الله، والحلق من شعائر الله... فمن يعظمها { فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى } قال: لكم في كل مشعر منها منافع إلى أن تخرجوا منه إلى غيره { ثم محلها إلى البيت العتيق } قال: محل هذه الشعائر كلها، الطواف بالبيت العتيق.

وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء، أنه سئل عن شعائر الله قال: حرمات الله، اجتناب سخط الله واتباع طاعته. فذلك شعائر الله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ولكل أمة جعلنا منسكاً } قال: عيداً.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله { ولكل أمة جعلنا منسكاً } قال: إهراق الدماء.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة { ولكل أمة جعلنا منسكاً } قال: ذبحاً.

وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه، عن عبد الله بن عمر: " أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بعيد الأضحى جعله الله لهذه الأمة. قال الرجل: فإن لم نجد إلا ذبيحة أنثى أو شاة أعليّ، اذبحها؟ قال: لا، ولكن قلم أظفارك وقص شاربك واحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله ".


السابقالتالي
2