الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } * { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } * { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو داود في ناسخه والحاكم وصححه من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } قال المشركون: فالملائكة وعيسى وعزير، يعبدون من دون الله. فنزلت { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } عيسى وعزير والملائكة.

وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تزعم أن الله أنزل عليه هذه الآية { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } قال ابن الزبعرى: قد عبدت الشمس، والقمر والملائكة، وعزير وعيسى ابن مريم، كل هؤلاء في النار مع آلهتنا، فنزلتولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون } [الزخرف: 57] ثم نزلت { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون }.

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن مردويه والطبراني من وجه آخر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } شق ذلك على أهل مكة. وقالوا: شتم الآلهة. فقال ابن الزبعرى: أنا أخصم لكم محمداً، ادعوه لي فدعي. فقال: يا محمد، هذا شيء لآلهتنا خاصة؟ أم لكل عبد من دون الله؟ قال: بل لكل من عبد من دون الله فقال ابن الزبعرى: خصمت. ورب هذه البنية، يعني الكعبة، ألست تزعم يا محمد، أن عيسى عبد صالح، وأن عزيراً عبد صالح، وأن الملائكة صالحون؟ قال: بلى. قال: فهذه النصارى تعبد عيسى. وهذه اليهود. تعبد عزيراً، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، فضج أهل مكة وفرحوا! فنزلت { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } عزير وعيسى والملائكة { أولئك عنها مبعدون } ونزلتولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون } [الزخرف: 57] قال: وهو الصحيح.

وأخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } ثم نسختها { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } يعني عيسى ومن كان معه.

وأخرج ابن جرير عن الضحاك { إنكم وما تعبدون من دون الله } يعني الآلهة ومن يعبدها.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { حصب جهنم } قال: وقودها.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما { حصب جهنم } قال: شجر جهنم.

السابقالتالي
2 3 4 5