الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } * { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }

أخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ { حتى إذا فتحت } خفيفة { يأجوج ومأجوج } مهموزة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: { وهم من كل حدب ينسلون } قال: جميع الناس من كان مكان جاؤوا منه يوم القيامة فهو حدب.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: { من كل حدب ينسلون } قال: من كل أكمة.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: { من كل حدب } قال: شرف { ينسلون } قال: يقبلون.

وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله قال له: أخبرني عن قوله: { من كل حدب ينسلون } قال: ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفة وهو يقول:
فأما يومهم فيوم سوء   تخطفهن بالحدب الصقور
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } قال: هذا مبتدأ يوم القيامة.

وأخرج الحاكم عن ابن مسعود أنه قرأ " من كل جدث " بالجيم والثاء، مثل قوله:فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } [يس: 51] وهي القبور.

وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول: " يفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله: { من كل حدب ينسلون } فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى يتركوه يبساً، حتى إن بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ههنا مرة ماء. حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أخذ في حصن أو مدينة، قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض، قد فرغنا منهم وبقي أهل السماء. قال: يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليه مخضبة دماً للبلاء والفتنة، فبينما هم على ذلك إذ بعث الله دوداً في أعناقهم كنغف الجراد يخرج في أعناقه، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو؟ فيتجرد رجل منهم محتسباً نفسه قد أوطنها على أنه مقتول، فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض! فينادي معشر المسلمين، أبشروا إن الله قد كفاكم عدوكم. فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لها مرعى إلا لحومهم، فتشكر عنه أحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط ".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2 3 4 5