الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } * { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } * { وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } * { أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ }

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة. فقال الله تكذيباً لهم { بل عباد مكرمون } أي الملائكة ليس كما قالوا، بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته { لا يسبقونه بالقول } يثني عليهم { ولا يشفعون } قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة { إلا لمن ارتضى } قال: لأهل التوحيد.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: { إلا لمن ارتضى } قال: لمن رضي عنه.

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: { إلا لمن ارتضى } قال: قول لا إله إلا الله.

واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { إلا لمن ارتضى } قال: الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله.

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث، عن جابر رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } فقال: " إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسري بي مررت بجبريل، وهو بالملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: { ومن يقل منهم } يعني من الملائكة { إني إله من دونه } قال: ولم يقل ذلك أحد من الملائكة إلا إبليس، دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر.

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { ومن يقل منهم إني إله من دونه... } الآية. قال: إنما كانت هذه خاصة لإبليس.

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { كانتا رتقاً ففتقناهما } قال: فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { كانتا رتقاً } قال: لا يخرج منهما شيء { ففتقناهما } قال: فتقت السماء بالمطر وفتقت الأرض بالنبات.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية من طريق عبدالله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً أتاه فسأله عن { السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما } قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ثم تعالَ فأخبرني ما قال. فذهب إلى ابن عباس فسأله قال: نعم، كانت السماء رتقاء لا تمطر وكانت الأرض رتقاء لا تنبت، فلما خلق الله الأرض فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات.

السابقالتالي
2