الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } * { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: { أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون } قال: يحيون.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: { أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون } يقول: ينشرون الموتى من الأرض، يقول: يحيونهم من قبورهم.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: { أم اتخذوا آلهة من الأرض } يعني مما اتخذوا من الحجارة والخشب. وفي قوله: { لو كان فيهما آلهة إلا الله } قال: لو كان معهما آلهة إلا الله { لفسدتا فسبحان الله رب العرش } يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: { لا يسأل عما يفعل } قال: بعباده { وهم يسألون } قال: عن أعمالهم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } قال: لا يسأل الخلاق عما يقضي في خلقه، والخلق مسؤولون عن أعمالهم.

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن ابن عباس قال: ما في الأرض قوم أبغض إليّ من القدرية، وما ذلك إلا لأنهم لا يعلمون قدرة الله تعالى. قال الله: { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون }.

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في بعض ما أنزل الله في الكتب: إني أنا الله لا إله إلا أنا، قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسّرْتُه له، وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له.. إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أُسْأَل عما أفعل وهم يسألون، فويل لمن قال وكيف ".

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ميمون بن مهران قال: لما بعث الله موسى وكلمه وأنزل عليه التوراة قال: اللهم إنك رب عظيم، لو شئت أن تطاع لأطِعْت، ولو شئت أن لا تُعْصَى ما عُصِيت، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى! فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه: " إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ".

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن نوف البكالي قال: قال عزير فيما يناجي ربه: " يا رب، تخلق خلقاًتضل بها من تشاء وتهدي من تشاء } [الأعراف: 155] فقال له: يا عزير، أعرض عن هذا. فأعاد، فقيل له: لتعرضن عن هذا وإلا محوتك من النبوّة، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ".

وأخرج البيهقي عن داود بن أبي هند، أن عزيراً سأل ربه عن القدر فقال: سألتني عن علمي، عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء.

السابقالتالي
2