الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

أخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: " لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } يقول: هذا الملك "

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل، عن الشعبي قال: لما سلم الحسن بن علي - رضي الله عنه - الأمر إلى معاوية، قال له معاوية: قم فتكلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا الأمر تركته لمعاوية. إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } ثم استغفر ونزل.

وأخرج البيهقي، عن الزهري قال: خطب الحسن رضي الله عنه فقال: أما بعد: أيها الناس إن الله هداكم بأوّلنا، وحقن دمائكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول، وإن الله تعالى قال لنبيه: { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } إلى قوله: { ومتاع إلى حين } الدهر كله. وقوله:هل أتى على الإنسان حين من الدهر } [الإنسان: 1] الدهر: الدهر كله. وقوله:تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } [إبراهيم: 25] قال: هي النخلة من حين تثمر إلى أن تصرم. وقوله:ليسجننه حتى حين } [يوسف: 35].

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس { وإن أدري لعله فتنة لكم } يقول: ما أخبركم به من العذاب والساعة، أن يؤخر عنكم لمدتكم.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله: { قل رب احكم بالحق } قال: لا يحكم الله إلا بالحق، ولكن إنما يستعجل بذلك في الدنيا، يسأل ربه على قومه.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا شهد قتالاً قال: { رب احكم بالحق }.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة قال: كانت الأنبياء تقول:ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } [الأعراف: 89] فأمر الله نبيه أن يقول: { رب احكم بالحق } أي اقض بالحق. وكان رسول الله - صلى عليه وسلم - يعلم أنه على الحق، وأن عدوّه على الباطل، وكان إذا لقي العدوّ قال: { رب احكم بالحق } والله أعلم.