الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ } * { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } * { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } * { قَالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ }

أخرج الطبراني والخطيب في المتفق والمفترق وابن مردويه عن أبي الطفيل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: { فمن اتبع هداي }.

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اتبع كتاب الله، هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة " وذلك أن الله يقول: { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }.

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق، عن ابن عباس قال: أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة. ثم قرأ: { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } قال: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ومسدد في مسنده، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً في قوله: { معيشة ضنكا } قال: عذاب القبر. ولفظ عبد الرزاق قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه. ولفظ ابن أبي حاتم عن ضمة القبر.

وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: إن المعيشة الضنك: أن يسلط عليه تسعة وتسعون تنيناً تنهشه في القبر.

وأخرج البزار وابن أبي حاتم عن أبي هريرة، " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { فإن له معيشة ضنكاً } قال: المعيشة الضنك التي قال الله: " إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية تنهش لحمه حتى تقوم الساعة " ".

وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم من وجه آخر، عن أبي هريرة " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { فإن له معيشة ضنكاً } قال: " عذاب القبر " ".

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن في قبره في روضة خضراء، ويرحب له قبره سبعين ذراعاً، ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر... هل تدرون فيما أنزلت { فإن له معيشة ضنكاً }؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: عذاب الكافر في قبره، يسلط عليه تسعة وتسعون تنيناً... هل تدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية سبعة رؤوس يخدشونه ويلسعونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون ".

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في كتاب عذاب القبر، عن ابن مسعود قال: إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديق ذلك من كتاب الله، إن المؤمن إذا وضع في قبره أجلس فيه فيقال له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبته الله فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم.

السابقالتالي
2 3