الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير، وابن منده في التوحيد، والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما سمي الإنسان: لأنه عهد إليه فنسي.

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر، عن أبي أمامة الباهلي قال: لو أن أحلام بني آدم جمعت منذ يوم خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فوضعت في كفة وحلم آدم في كفة، لرجح حلمه بأحلامهم. ثم قال الله: { ولم نجد له عزماً } قال: حفظاً.

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن قال: كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده. قال الله: { فنسي ولم نجد له عزماً }.

وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولقد عهدنا إلى آدم } قال: أن لا يقرب الشجرة.

وأخرج ابن جرير وابن منده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { ولم نجد له عزماً } قال: حفظاً.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { فنسي } قال: فترك { ولم نجد له عزماً } يقول: لم نجعل له عزماً.

وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قول الله:يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تَسؤْكُم } [المائدة: 101] قال: كان رجال من المهاجرين في أنسابهم شيء، فقالوا يوماً، والله لوددنا أن الله أنزل قرآناً في نسبنا. فأنزل الله ما قرأت، ثم قال لي: إن صاحبكم هذا - يعني علي بن أبي طالب - إن ولِّي زهد، ولكني أخشى عجب نفسه أن يذهب به. قلت: يا أمير المؤمنين، إن صاحبنا من قد علمت... والله ما نقول أنه غيَّر ولا غدَل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام صحبته، فقال: ولا في بنت أبي جهل. وهو يريد أن يخطبها على فاطمة، قلت: قال الله في معصية آدم عليه السلام { ولم نجد له عزماً } وصاحبنا لم يعزم على إسخاط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الخواطر التي لم يقدر على دفعها عن نفسه. وربما كانت من الفقيه في دين الله العالم بأمر الله، فإذا نبه عليها رجع وأناب. فقال: يا ابن عباس، منْ ظَنّ أنه يرد بحوركم فيغوص فيها حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزاً.

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن ابن عباس أنه قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، لم يذكر الرجل ولم ينس؟ فقال: إن على القلب طخاة كطخاة القمر، فإذا تغشت القلب نسي ابن آدم ما كان يذكر، فإذا انجلت ذكر ما نسي.

السابقالتالي
2