الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }

أخرج جرير عن قتادة { هدى للمتقين } قال: نعتهم ووصفهم بقوله { الذين يؤمنون بالغيب } الآية.

وأخرج ابن إسحق وابن جرير عن ابن عباس في قوله { الذين يؤمنون } قال: يصدقون { بالغيب } قال: بما جاء منه، يعني من الله.

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله { الذين يؤمنون بالغيب } قال: هم المؤمنون من العرب قال: و { الإِيمان } التصديق و { الغيب } ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار، وما ذكر الله في القرآن لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصحاب الكتاب، أو علم كان عندهم { يؤمنون بما أنزل إليك } هم المؤمنون من أهل الكتاب، ثم جمع الفريقين فقال { أولئك على هدى } الآية.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { الذين يؤمنون بالغيب } قال: بالله وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، وجنته وناره، ولقائه، والحياة بعد الموت.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { الذين يؤمنون بالغيب } قال: آمنوا بالبعث بعد الموت، والحساب، والجنة والنار، وصدقوا بموعود الله الذي وعد في هذا القرآن.

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل { الذين يؤمنون بالغيب } قال: ما غاب عنهم أمر الجنة والنار قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحرث يقول:
وبالغيب آمنا وقد كان قومنا   يصلون للأوثان قبل محمد
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وأبو نعيم كلاهما في معرفة الصحابة عن تويلة بنت أسلم قالت: " صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد ايلياء فصلينا سجدتين ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين الباقيتين، ونحن مستقبلو البيت الحرام. فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال " أولئك قوم آمنوا بالغيب " ".

وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وأحمد بن منيع في مسنده وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه وابن مردويه عن الحرث بن قيس أنه قال لابن مسعود: عند الله يحتسب ما سبقتمونا به يا أصحاب محمد من رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال ابن مسعود: عند الله يحتسب إيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم تروه! إن أمر محمد كان بيِّناً لمن رآه. والذي لا إله غيره. ما آمن أحد أفضل من إيمان بغيب. ثم قرأالۤمۤ ذلك الكتاب لا ريب فيه } [البقرة: 1 ـ 2] إلى قولهالمفلحون } [البقرة: 5].

وأخرج البزار وأبو يعلي والمرهبي في فضل العلم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

السابقالتالي
2 3 4