الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } قال: نزلت في الربا.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس { وإن كان ذو عسرة فنظرة } قال: إنما أمر في الربا أن ينظر المعسر، وليست النظرة في الأمانة ولكن تؤدى الأمانة إلى أهلها.

وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } هذا في شأن الربا { وأن تصدقوا } بها للمعسر فتتركوها له.

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والنحاس في ناسخه وابن جرير عن ابن سيرين. أن رجلين اختصما إلى شريح في حق، فقضى عليه شريح وأمر بحبسه، فقال رجل عنده: إنه معسر، والله تعالى يقول { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } قال: إنما ذلك في الربا إن الربا كان في هذا الحي من الأنصار، فأنزل الله { وإن كان ذوعسرة فنظرة إلى ميسرة } وقالإن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } [النساء: 58].

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس { وإن كان ذو عسرة } يعني المطلوب.

وأخرج ابن جرير عن السدي { وإن كان ذو عسرة فنظرة } برأس المال إلى ميسرة يقول: إلى غنى { وأن تصدقوا } برؤوس أموالكم على الفقير { فهو خير لكم } فتصدق به العباس.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك في الآية قال: من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وكذلك كل دين على المسلم، فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه { وأن تصدقوا } برؤوس أموالكم يعني على المعسر { خير لكم } من نظرة إلى ميسرة، فاختار الله الصدقة على النظارة.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { وأن تصدقوا خير لكم } يعني من تصدق بدين له على معدم فهو أعظم لأجره، ومن لم يتصدق عليه لم يأثم، ومن حبس معسراً في السجن فهو آثم لقوله { فنظرة إلى ميسرة } ومن كان عنده ما يستطيع أن يؤدي عن دينه فلم يفعل كتب ظالماً.

وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده ومسلم وابن ماجة عن أبي اليسر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ".

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن حذيفة، أن رجلاً أتى به الله عز وجل فقال: ماذا عملت في الدنيا؟ فقال له الرجل: ما عملت مثقال ذرة من خير.

السابقالتالي
2 3