الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }

أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين، فسألوا فنزلت هذه الآية { ليس عليك هداهم } إلى قوله { وأنتم لا تظلمون } فرخص لهم.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن لا نتصدق إلا على أهل الإِسلام حتى نزلت هذه الآية { ليس عليك هداهم } إلى آخرها. فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين ".

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتصدق على المشركين، فنزلت { وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } فتصدق عليهم ".

وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تَصَدَّقُوا إلا على أهل دينكم. فأنزل الله { ليس عليك هداهم } إلى قوله { وما تفعلوا من خير يوف إليكم } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا على أهل الأديان ".

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن الحنفية قال: كره الناس أن يتصدقوا على المشركين، فأنزل الله { ليس عليك هداهم } فتصدق الناس عليهم.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كان أناس من الأنصار لهم أنساب وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم ويريدونهم أن يسلموا فنزلت { ليس عليك هداهم... } الآية.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجالاً من الصحابة قالوا: أنتصدق على من ليس من أهل ديننا؟ فنزلت { ليس عليك هداهم.. } الآية.

وأخرج ابن جرير عن الربيع قال: كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج لا يتصدق عليه، يقول: ليس من أهل ديني. فنزلت { ليس عليك هداهم }.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: سأله رجل ليس على دينه فأراد أن يعطيه، ثم قال: ليس على ديني. فنزلت { ليس عليك هداهم }.

وأخرج سفيان وابن المنذر عن عمرو الهلالي قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتصدق على فقراء أهل الكتاب؟ فأنزل الله { ليس عليك هداهم... } الآية. ثم دلوا على الذي هو خير وأفضل، فقيلللفقراء الذين أحصروا... } [البقرة: 273] الآية.

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: كانوا يعطون فقراء أهل الذمة صدقاتهم، فلما كثر فقراء المسلمين قالوا: لا نتصدق إلا على فقراء المسلمين، فنزلت { ليس عليك هداهم } الآية.

السابقالتالي
2