أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا: لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله { كمثل الذي استوقد ناراً } وقوله { أو كصيب من السماء } قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال. فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً } إلى قوله أولئك { هم الخاسرون }. وأخرج عبد الغني الثقفي في تفسيره والواحدي عن ابن عباس قال: إن الله ذكر آلهة المشركين فقال { وإن يسلبهم الذباب شيئاً } وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد. أي شيء كان يصنع بهذا؟ فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً } الآية. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: لما ذكر الله العنكبوت والذباب قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها }. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: لما أنزلت { يا أيها الناس ضرب مثل } قال المشركون: ما هذا من الأمثال فيضرب، أو ما يشبه هذا الأمثال. فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها } لم يرد البعوضة إنما أراد المثل. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: { البعوضة } أضعف ما خلق الله. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والديلمي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس لا تغتروا بالله، فإن الله لو كان مغفلاً شيئاً لأغفل البعوضة، والذرة، والخردلة ". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق } أي أن هذا المثل الحق { من ربهم } وأنه كلام الله ومن عنده. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة. مثله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق } قال: يؤمن به المؤمنون، ويعلمون أنه الحق من ربهم، ويهديهم الله به، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله { يضل به كثيراً } يعني المنافقين { ويهدي به كثيراً } يعني المؤمنين { وما يضل به إلا الفاسقين } قال: هم المنافقون. وفي قوله { الذين ينقضون عهد الله } فأقروا به، ثم كفروا فنقضوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وما يضل به إلا الفاسقين } يقول: يعرفه الكافرون فيكفرون به. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وما يضل به إلا الفاسقين } قال: فسقوا فأضلهم الله بفسقهم.