الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَٱدْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ }

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { وإن كنتم في ريب } الآية. قال: هذا قول الله لمن شك من الكفار فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وإن كنتم في ريب } قال: في شك { مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله } قال: من مثل هذا القرآن حقاً وصدقاً، لا باطل فيه ولا كذب.

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فأتوا بسورة من مثله } قال: مثل القرآن { وادعوا شهداءكم من دون الله } قال: ناس يشهدون لكم إذا أتيتم بها أنه مثله.

وأخرج ابن جرير وابن اسحق وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وادعوا شهداءكم } قال: أعوانكم على ما أنتم عليه { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا } فقد بين لكم الحق.

وأخرج عبد بن حميد وابن جريج عن قتادة { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا } يقول: لن تقدروا على ذلك ولن تطيقوه.

أما قوله تعالى: { فاتقوا النار }.

أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن مسعود قال: إذا مر أحدكم في الصلاة بذكر النار فليستعذ بالله من النار. وإذا مر أحدكم بذكر الجنة فليسأل الله الجنة.

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجة عن أبي ليلى قال " صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فمر بآية فقال: أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار ".

وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير قال " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: أنذركم النار، أنذركم النار حتى سقط أحد عطفي ردائه على منكبيه ".

وأما قوله تعالى: { التي وقودها الناس والحجارة }.

أخرج عبد بن حميد من طريق طلحة عن مجاهد. أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن { وقودها } برفع الواو الأولى إلا التي في { والسماء ذات البروج }النار ذات الوقود } [البروج: 5] بنصب الواو.

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وهناد بن السري في كتاب الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال: إن الحجارة التي ذكرها الله في القرآن في قوله { وقودها الناس والحجارة } حجارة من كبريت خلقها الله عنده كيف شاء.

السابقالتالي
2