الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ } * { وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء { فإذا قضيتم مناسككم } قال: حجكم.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { فإذا قضيتم مناسككم } قال: حجكم.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { فإذا قضيتم مناسككم } قال: اهراقه الدماء { فاذكروا الله كذكركم آباءكم } قال: تفاخر العرب بينها بفعال آبائها يوم النحر حين يفزعون، فامروا بذكر الله مكان ذلك.

وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: كان المشركون يجلسون في الحج فيذكرون أيام آبائهم وما يعدون من أنسابهم يومهم أجمع، فأنزل الله على رسوله في الإِسلام { فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً }.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم يقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحملات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله { فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً }.

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن عبد الله بن الزبير قال: كانوا إذا فزعوا من حجهم تفاخروا بالآباء، فأنزل الله { فاذكروا الله كذكركم آباءكم }.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة فذكروا آباءهم وذكروا أيامهم في الجاهلية وفعال آبائهم، فنزلت هذه الآية.

وأخرج الفاكهي عن أنس قال: كانوا في الجاهلية يذكرون آباءهم فيقول أحدهم، كان أبي يطعم الطعام. ويقول الآخر: كان أبي يضرب بالسيف. ويقول الآخر: كان أبي يجز النواصي. فنزلت { فاذكروا الله كذكركم آباءكم }.

وأخرج وكيع وابن جرير عن سعيد بن جبير وعكرمة قالا: كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة، فنزلت { فاذكروا الله كذكركم آباءكم }.

وأخرج وكيع وعبد بن حميد عن عطاء قال: كان أهل الجاهلية إذا نزلوا منى تفاخروا بآبائهم ومجالسهم، فقال هذا: فعل أبي كذا وكذا. وقال هذا: فعل أبي كذا وكذا. فذلك قوله { فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح في قوله { فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً } قال: هو قول الصبي أوّل ما يفصح في الكلام أباه وأمه.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس. أنه قيل له: قول الله { كذكركم آباءكم } أن الرجل ليأتي عليه اليوم وما يذكر أباه، قال: إنه ليس بذاك ولكن يقول: تغضب لله إذا عصي أشد من غضبك إذا ذكر والديك بسوء.

أما قوله تعالى: { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا } الآيات.

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن ولا يذكرون من أمر الآخرة شيئاً، فأنزل فيهم { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فأنزل الله فيهم { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب }.

السابقالتالي
2 3 4