الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: سأل معاذ بن جبل أخو بني سلمة، وسعد بن معاذ أخو بني الأشهل، وخارجة بن زيد أخو الحرث بن الخزرج، نفراً من أحبار اليهود عن بعض ما في التوراة، فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم، فأنزل الله فيهم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى... } الآية.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } قال: هم أهل الكتاب.

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى... } الآية. قال: أولئك أهل الكتاب كتموا الإِسلام وهو دين الله، وكتموا محمداً، وهميجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنحيل } [الأعراف: 157] { ويلعنهم اللاعنون } قال: من ملائكة الله المؤمنين.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال: هم أهل الكتاب كتموا محمداً ونعته، وهم يجدونه مكتوباً عندهم حسداً وبغياً.

وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال: زعموا أن رجلاً من اليهود كان له صديق من الأنصار يقال له ثعلبة بن غنمة، قال له: هل تجدون محمداً عندكم؟ قال: لا.

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء في قوله { أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } قال: الجن والإِنس، وكل دابة.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال: إذا أجدبت البهائم دعت على فجار بني آدم. فقالت: تحبس عنا الغيث بذنوبهم.

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن مجاهد في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال: إن البهائم إذا اشتدت عليهم السنة قالت: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال: دواب الأرض العقارب والخنافس يقولون: إنما منعنا القطر بذنوبهم فليعنونهم.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال: يلعنهم كل شيء حتى الخنافس والعقارب، يقولون: منعنا القطر بذنوب بني آدم.

وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال: كل شيء حتى الخنفساء.

وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال: كنا في جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الكافر يضرب ضربتين بين عينيه فيسمعه كل دابة غير الثقلين، فتلعنه كل دابة سمعت صوته، فذلك قول الله { ويلعنهم اللاعنون } يعني دواب الأرض ".

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال: قال البراء بن عازب: إن الكافر إذا وضع في قبره أتته دابة كأن عينيها قدران من نحاس معها عمود من حديد، فتضربه ضربة بين كتفيه فيصيح لا يسمع أحد صوته إلا لعنه، ولا يبقى شيء إلا سمع صوته إلا الثقلين الجن والإِنس.

السابقالتالي
2 3