الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } * { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله { ولنبلونكم... } الآية. قال: أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دار بلاء، وأنه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر، وبشرهم فقال { وبشر الصابرين }. وأخبر أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبل الهدى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عقباه، وجعل له خلفاً صالحاً يرضاه ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء في قوله { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع } قال: هم أصحاب محمد عليه السلام.

وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن جويبر قال: كتب رجل إلى الضحاك يسأله عن هذه الآية { إنا لله وإنا إليه راجعون } أخاصة هي أم عامة؟ فقال: هي لمن أخذ بالتقوى، وأدى الفرائض.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { ولنبلونكم } قال: ولنبتلينكم يعني المؤمنين { وبشر الصابرين } قال: على أمر الله في المصائب، يعني بشرهم بالجنة { أولئك عليهم } يعني على من صبر على أمر الله عند المصيبة { صلوات } يعني مغفرة { من ربهم ورحمة } يعني رحمة لهم وأمنة من العذاب { وأولئك هم المهتدون } يعني من المهتدين بالاسترجاع عند المصيبة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن رجاء بن حيوة في قوله: ونقص من الثمرات. قال: يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق رجاء بن حيوة عن كعب. مثله.

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " اعطيت أمتي شيئاً لم يعطه أحد من الأمم، أن يقولوا عند المصيبة { إنا لله وإنا إليه راجعون } ".

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن سعيد بن جبير قال: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئاً لم تعطه الأنبياء قبلهم، ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول: يا أسفى على يوسف { إنا لله وإنا إليه راجعون } لفظ البيهقي قال: لم يعط أحد من الأمم الاسترجاع غير هذه الأمة، أما سمعت قول يعقوب؟: يا أسفي على يوسف.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } قال: من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثاً الصلاة والرحمة والهدى فليفعل ولا قوة إلا بالله، فإنه من استوجب على الله حقاً بحق أحقه الله له، ووجد الله وفياً.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7