الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }

أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله { وإذ جعلنا البيت } قال: الكعبة.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { مثابة للناس } قال: يثوبون إليه ثم يرجعون.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { مثابة للناس } قال لا يقضون منه وطراً يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء في قوله { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: يأتون إليه من كل مكان.

وأخرج سفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله { مثابة للناس } قال: يأتون إليه لا يقضون منه وطراً أبداً، يحجون ثم يعودون { وأمنا } قال: تحريمه لا يخاف من دخله.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وأمنا } قال: أمناً للناس.

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله { وأمناً } قال: أمناً من العدوان يحمل فيه السلاح، وقد كانوا في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم آمنون.

أما قوله تعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }.

أخرج عبد بن حميد عن أبي إسحق أن أصحاب عبد الله كانوا يقرأون { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال: أمرهم أن يتخذوا.

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير قرأها { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } بخفض الخاء.

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والعدني والدارمي والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والطحاوي وابن حبان والدارقطني في الإِفراد والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب: وافقت ربي في ثلاث. قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهم البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهنعسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن } [التحريم: 5] فنزلت كذلك.

وأخرج مسلم وابن أبي داود وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن جابر " أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة أشواط ومشى أربعاً، حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين، ثم قرأ { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } ".

وأخرج ابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال " لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة عند مقام إبراهيم قال له عمر: يا رسول الله هذا مقام إبراهيم الذي قال الله { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }؟ قال: نعم ".


السابقالتالي
2 3 4 5 6