الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

أخرج ابن المبارك في الزهد وأبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور في سننه وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس. أن رجلاً أتاه فقال: اعهد إلي. فقال: إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فأوعها سمعك، فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن خيثمة قال: ما تقرأون في القرآن { يا أيها الذين آمنوا } فإنه في التوراة يا أيها المساكين.

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن خيثمة قال: ما كان في القرآن { يا أيها الذين آمنوا } فهو في التوراة والإِنجيل يا أيها المساكين.

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال { راعنا } بلسان اليهود السب القبيح، فكان اليهود يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سراً، فلما سمعوا أصحابه يقولون أعلنوا بها، فكانوا يقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم، فأنزل الله الآية.

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال { لا تقولوا راعنا } وذلك أنها سبة بلغة اليهود. فقال تعالى { قولوا انظرنا } يريد اسمعنا، فقال المؤمنون بعدها: من سمعتموه يقولها فاضربوا عنقه، فانتهت اليهود بعد ذلك.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله { لا تقولوا راعنا } قال: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ارعنا سمعك، وإنما راعنا كقولك اعطنا.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدي قال " كان رجلان من اليهود مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد إذا لقيا النبي صلى الله عليه وسلم قالا له وهما يكلمانه: راعنا سمعك واسمع غير مسمع، فظن المسلمون أن هذا شيء كان أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا... } الآية ".

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صخر قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدبر ناداه من كانت له حاجة من المؤمنين، فقالوا: ارعنا سمعك فاعظم الله رسوله أن يقال له ذلك، وأمرهم أن يقولوا انظرنا ليعزروا رسوله ويوقروه.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة في قوله { لا تقولوا راعنا } قال: قولا كانت اليهود تقوله استهزاء فكرهه الله للمؤمنين أن يقولوا كقولهم.

وأخرج ابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن عطية في قوله { لا تقولوا راعنا } قال: كان أناس من اليهود يقولون: راعنا سمعك حتى قالها أناس من المسلمين، فكره الله لهم ما قالت اليهود.

السابقالتالي
2