الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } * { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } * { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } * { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } * { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً } * { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً } * { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: { لقد جئتم شيئاً إدّاً } قال: قولاً عظيماً. وفي قوله: { تكاد السماوات يتفطرن منه } الآية. قال: إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين، وكادت تزول منه لعظمة الله: وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين. وفي قوله: { وتخر الجبال هدّاً } قال: هدماً.

وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عون، عن ابن مسعود قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان، هل مر بك اليوم أحد ذكر الله؟ فإذا قال نعم، استبشر. قال عون: أفيسمعن الزور إذا قيل، ولا يسمعن الخير؟! هي للخير اسمع. وقرأ { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } الآيات.

وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن محمد بن المنكدر قال: بلغني أن الجبلين إذا أصبحا، نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول: أي فلان، هل مر بك ذاكر لله؟ فيقول: نعم. فيقول: لقد أقر الله عينك، ولكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم.

وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي أمامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ " تكاد السموات ينفطرن " بالياء والنون { وتخر الجبال } بالتاء.

وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد في قوله: { يتفطرن منه } قال: الانفطار الانشقاق.

وأخرج أبو الشيخ، عن الضحاك في قوله: { تكاد السماوات يتفطرن منه } قال: يتشققن من عظمة الله.

وأخرج ابن المنذر، عن هرون قال: في قراءة ابن مسعود { تكاد السماوات يتفطرن } بالياء.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن عبدالله بن عوف: إنه لما هاجر إلى المدينة؛ وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم: شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، فأنزل الله { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً }.

وأخرج ابن مردويه والديلمي، عن البراء قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ: قل: اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي عندك ودّاً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة " فأنزل الله { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } قال: فنزلت في علي.

وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } قال: محبة في قلوب المؤمنين.

وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه، " عن علي قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله: { سيجعل لهم الرحمن وداً } ما هو؟ قال: المحبة، في قلوب المؤمنين، والملائكة المقربين. يا علي، إن الله أعطى المؤمن ثلاثاً. المنة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين ".


السابقالتالي
2 3