الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس قال: إن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن، فكان إبليس منهم، وكان يوسوس ما بين السماء والأرض، فعصى فسخط الله عليه، فمسخه الله شيطاناً رجيماً.

وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس في قوله: { إلا إبليس كان من الجن } قال: كان خازن الجنان فسمي بالجن.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، عن الضحاك قال: اختلف ابن عباس وابن مسعود في إبليس فقال أحدهما: كان من سبط من الملائكة يقال لهم الجن.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس قال: إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان السماء الدنيا، وكان له مجمع البحرين، بحر الروم وفارس، أحدهما قبل المشرق، والآخر قبل المغرب، وسلطان الأرض، وكان مما سولت نفسه مع قضاء الله، أنه يرى أن له بذلك عظمة وشرفاً على أهل السماء، فوقع في نفسه من ذلك كبر لم يعلم ذلك أحد إلا الله، فلما كان عند السجود لآدم حين أمره الله أن يسجد لآدم، استخرج الله كبره عند السجود، فلعنه إلى يوم القيامة { كان من الجن } قال ابن عباس: إنما سمي بالجنان، لأنه خازناً عليها.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { إلا إبليس كان من الجن } قال: كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن، وكان ابن عباس يقول: لو لم يكن من الملائكة، لم يؤمر بالسجود، وكان على خزانة السماء الدنيا.

وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ في العظمة، عن الحسن قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن قال: قاتل الله أقواماً يزعمون أن إبليس كان من ملائكة الله، والله تعالى يقول: { كان من الجن }.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن سعيد بن جبير في قوله: { كان من الجن } قال: من خزنة الجنان.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن الأنباري في الأضداد من وجه آخر، عن سعيد بن جبير في قوله: { كان من الجن } قال: هم حي من الملائكة لم يزالوا يصوغون حلي أهل الجنة حتى تقوم الساعة.

وأخرج البيهقي في الشعب، عن سعيد بن جبير في قوله: { كان من الجن } قال: من الجنانين الذين يعملون في الجنة.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن شهاب في قوله: { إلا إبليس كان من الجن } قال: إبليس أبو الجن، كما أن آدم أبو الإنس، وآدم من الإنس وهو أبوهم.

السابقالتالي
2