الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } * { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }

أخرج الخطيب في تاريخه عن حكيم بن عقال قال: سمعت عثمان بن عفان يقرأ: { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين } منوّنة.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس قال: إن الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك، فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض، ثم تلا { ولبثوا في كهفهم... } الآية. ثم قال: كم لبث القوم؟ قالوا: ثلاثمائة وتسع سنين. قال: لو كانوا لبثوا كذلك، لم يقل الله: { قل الله أعلم بما لبثوا } ولكنه حكى مقالة القوم فقال: { سيقولون ثَلاَثَة } إلى قوله: { رجماً بالغيب } وأخبر أنهم لا يعلمون قال: سيقولون { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً }.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في حرف ابن مسعود " وقالوا لبثوا في كهفهم " الآية. يعني، إنما قاله الناس. ألا ترى أنه قال: { قل الله أعلم بما لبثوا }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً } قال: هذا قول أهل الكتاب، فرد الله عليهم { قل الله أعلم بما لبثوا }.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك قال: لما نزلت هذه الآية { في كهفهم ثَلاَثمائَة } قيل: يا رسول الله، أياماً، أم شهوراً، أم سنين؟ فأنزل الله { سنين وازدادوا تسعاً }.

وأخرج ابن مردويه من وجه آخر، عن الضحاك عن ابن عباس موصولاً.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: { ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً } يقول: عدد ما لبثوا.

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: { أبصر به وأسمع } قال: الله يقوله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: { أبصر به وأسمع } قال: لا أحد أبصر من الله ولا أسمع تبارك وتعالى. والله أعلم بالصواب والحمد لله وحده.