الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً }

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس في قوله: { فمن كان يرجو لقاء ربه } الآية. قال: نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلهاً غيره، وليست هذه في المؤمنين.

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس قال: قال رجل: يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي وجه الله، وأحب أن يرى موطني. فلم يردّ عليه شيئاً حتى نزلت هذه الآية { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً }.

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي موصولاً عن طاوس عن ابن عباس.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه، فأنزل الله { فمن كان يرجو لقاء ربه } الآية.

وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح فزاد في ذلك لمقالة الناس، فلامه الله فنزل في ذلك { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً }.

وأخرج هناد في الزهد، عن مجاهد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتصدق بالصدقة وألتمس بها ما عند الله، وأحب أن يقال لي خيراً: فنزلت { فمن كان يرجو لقاء ربه } الآية.

وأخرج هناد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن سعيد في قوله: { فمن كان يرجو لقاء ربه } قال: ثواب ربه. { فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك } قال: لا يرائي { بعبادة ربه أحداً }.

وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن سعيد بن جبير في قوله: { فمن كان يرجو لقاء ربه } قال: من كان يخشى البعث في الآخرة { فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } من خلقه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي في عمله أحداً من خلقي تركت العمل كله له ولم أقبل إلا ما كان لي خالصاً ". ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن زياد قال: قلت للحسن قول الله: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } قال: في المؤمن نزلت. قلت: أشرك بالله؟ قال: لا، ولكن أشرك بذلك العمل عملاً يريد الله به والناس، فذلك يرد عليه.

السابقالتالي
2 3 4 5 6