الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً }

أخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس قال: " لما قدم وفد اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقالوا: " أبيت اللعن: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله...!! إنما يقال هذا للملك ولست ملكاً...أنا محمد بن عبد الله. فقالوا: إنا لا ندعوك باسمك. قال: فأنا أبو القاسم. فقالوا: يا أبا القاسم، انا قد خبأنا لك خبيئاً. فقال: سبحان الله...! إنما يفعل هذا بالكاهن، والكاهن والمتكهن والكهانة في النار. فقال له أحدهم: فمن يشهد لك أنك رسول الله؟ فضرب بيده إلى حفنة حصا فأخذها فقال: هذا يشهد أني رسول الله فسبّحْنَ في يده فقلن: نشهد أنك رسول الله. فقالوا له: أسمعنا بعض ما أنزل عليك. فقرأ { والصافات صفاً } حتى انتهى إلى قوله: { فأتبعه شهاب ثاقب } [الصافات: 1 - 10] فإنه لساكن ما ينبض منه عرق، وإن دموعه لتسبقه إلى لحيته، فقالوا له: إنا نراك تبكي...! أمن خوف الذي بعثك تبكي!؟ قال: بل من خوف الذي بعثني أبكي، إنه بعثني على طريق مثل حد السيف، إن زغت عنه هلكت. ثم قرأ { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً } ".

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن سيرفع. قيل: كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف...!؟ قال: يسرى عليه في ليلة واحدة فلا يترك منه آية في قلب ولا مصحف إلا رفعت، فتصبحون وليس فيكم منه شيء. ثم قرأ { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك }.

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ليسريَنَّ على القرآن في ليلة فلا يترك آية في مصحف أحد إلا رفعت.

وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يسرى على القرآن ليلاً فيذهب به من أجواف الرجال، فلا يبقى في الأرض منه شيء.

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع، فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع. قالوا: هذه المصاحف ترفع، فكيف بما في صدور الناس....!؟ قال: يعدى عليه ليلاً فيرفع من صدورهم، فيصبحون فيقولون: لكأنا كنا نعلم شيئاً، ثم يقعون في الشعر.

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يُدرس الإسلام كما يدرس وشْيُ الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك. ويسرى على كتاب الله في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آبائنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها ".


السابقالتالي
2 3