الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } قال: اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكلم موسى تكليماً، وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان، وهو عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه، وآتى سليمان ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعده، وآتى داود زبوراً، وغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } قال: كلم الله موسى، وأرسل محمداً إلى الناس كافة.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: { وآتينا داود زبوراً } قال: كنا نحدث أنه دعاء علمه داود وتحميد أو تمجيد الله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: الزبور ثناء على الله ودعاء وتسبيح.

وأخرج أحمد في الزهد، عن عبد الرحمن بن مردويه قال: في زبور آل داود ثلاثة أحرف: طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخطائين، وطوبى لمن لم يأتمر بأمر الظالمين، وطوبى من لم يجالس البطالين.

وأخرج أحمد في الزهد، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: في أول شيء من مزامير داود عليه السلام: طوبى لرجل لا يسلك طريق الخطائين ولم يجالس البطالين، ويستقيم على عبادة ربه عز وجل، فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا يزال فيها الماء يفضل ثمرها في زمان الثمار، ولا تزال خضراء في غير زمان الثمار.

وأخرج أحمد، عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال: قرأت في بعض زبور داود - عليه السلام - تساقطت القرى وأبطل ذكرهم، وأنا دائم الدهر مقعد كرسي للقضاء.

وأخرج أحمد، عن وهب رضي الله عنه قال: وجدت في كتاب داود - عليه السلام - أن الله تبارك وتعالى يقول: " بعزتي وجلالي إنه من أهان لي ولياً، فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أريد، ترددي عن موت المؤمن، قد علمت أنه يكره الموت ولا بد له منه، وأنا أكره أن أسوءه " قال: وقرأت في كتاب آخر: ان الله تبارك وتعالى يقول: " كفاني لعبدي مالاً إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته قبل أن يسألني، واستجبت له من قبل أن يدعوني، فإني أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه " قال: وقرأت في كتاب آخر: إن الله عز وجل يقول: " بعزتي إنه من اعتصم بي وإن كادته السموات بمن فيهن، والأرضون بمن فيهن، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجاً، ومن لم يعتصم بي، فإني أقطع يديه من أسباب السماء، وأخسف به من تحت قدميه الأرض فأجعله في الهواء، ثم أكله إلى نفسه ".

السابقالتالي
2