الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } * { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { فتستجيبون بحمده } قال بأمره.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: { فتستجيبون بحمده } قال: يخرجون من قبورهم وهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده } أي بمعرفته وطاعته { وتظنون إن لبثتم إلا قليلاً } أي في الدنيا تحاقرت الأعمار في أنفسهم، وقلت حين عاينوا يوم القيامة.

وأخرج الحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ".

وأخرج ابن مردويه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت ولا في القبور، ولا في الحشر كأني بأهل لا إله إلا الله قد خرجوا من قبورهم ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون الحمد الله الذي أذهب عنا الحزن ".

وأخرج الخطيب في التاريخ، عن موسى بن هرون الحمال قال حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الموصلي رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله، إن يحيى الحماني حدثنا، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر عنك صلى الله عليك - أنك قلت ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن. فقال: صدق الحماني.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن سيرين رضي الله عنه في قوله: { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } قال لا إله إلا الله.

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } قال: يعفوا عن السيئة.

وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } قال: لا يقول له مثل ما يقول، بل يقول له: يرحمك الله، يغفر الله لك.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه قال: نزغ الشيطان تحريشه.

وأخرج البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يشيرن أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرة من نار ".

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { إن الشيطان كان للإنسان عدوّاً مبيناً } قال: عادوه، فإنه يحق على كل مسلم عداوته، وعداوته أن تعاديه بطاعة الله.