الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }

أخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله: { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً } قال: يوم أنزلت هذه كان إنما يسأل عنه، ثم يدخل الجنة، فنزلتإن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } [آل عمران: 77].

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: { إن العهد كان مسؤولاً } قال: يسأل الله ناقض العهد عن نقضه.

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: { إن العهد كان مسؤولاً } قال: لا يسأل عهده من أعطاه إياه.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال: ثلاث تُؤدى إلى البر والفاجر، العهد يوفى إلى البر والفاجر، وقرأ { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً }.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال: من نكث بيعة، كانت ستراً بينه وبين الجنة. قال: وإنما تهلك هذه الأمة بنكثها عهودها.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: { وأوفوا الكيل إذا كلتم } يعني لغيركم { وزنوا بالقسطاس المستقيم } يعني الميزان. وبلغة الروم الميزان القسطاس { ذلك خير } يعني وفاء الكيل والميزان خير من النقصان { وأحسن تأويلاً } عاقبة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: { ذلك خير وأحسن تأويلاً } أي خير ثواباً وعاقبة. وأخبرنا أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول: يا معشر الموالي، إنكم وليتم أمرين: بهما هلك الناس قبلكم، هذا المكيال، وهذا الميزان. قال: وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " لا يقدر رجل على حرام، ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله، إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك ".

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه قال: { القسطاس } العدل بالرومية.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة { وزنوا بالقسطاس } قال: العدل.

وأخرج ابن المنذر، عن الضحاك رضي الله عنه { وزنوا بالقسطاس } قال: القبان.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه { وزنوا بالقسطاس } قال: بالحديد والله أعلم.