الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً }

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها قال: " " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعاء فجعل يقول: يا الله... يا رحمن... فسمعه أهل مكة فأقبلوا عليه، فأنزل الله { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن... } الآية "

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم، فدعا ربه فقال في دعائه: يا الله... يا رحمن... فقال المشركون: انظروا إلى هذا الصابئ، ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين. فأنزل الله { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن } الآية ".

وأخرج ابن أبي حاتم، عن إبراهيم النخعي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في حرث في يده جريدة، فسأله اليهود عن الرحمن - وكان لهم كاهن باليمامة يسمونه الرحمن - فأنزلت { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن... } الآية.

وأخرج ابن جرير عن مكحول: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتهجد بمكة ذات ليلة يقول في سجوده: يا رحمن... يا رحيم... فسمعه رجل من المشركين، فلما أصبح قال لأصحابه: انظروا ما قال ابن أبي كبشة، يزعم الليلة الرحمن الذي باليمن - وكان باليمن رجل يقال له رحمن - فنزلت { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن... } الآية ".

وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق نهشل بن سعيد، عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله: { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى.... } إلى آخر الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أمان من السرق ".

وإن رجلاً من المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاها، حيث أخذ مضجعه فدخل عليه سارق، فجمع ما في البيت وحمله - والرجل ليس بنائم - حتى انتهى إلى الباب فوجد الباب مردوداً، فوضع الكارة ففعل ذلك ثلاث مرات، فضحك صاحب الدار ثم قال: إني أحصنت بيتي.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد { أياً ما تدعوا } قال: باسم من أسمائه، والله أعلم.

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { ولا تجهر بصلاتك... } الآية. قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم { ولا تجهر بصلاتك } أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك { وٱبتغ بين ذلك سبيلاً } يقول: بين الجهر والمخافتة.

السابقالتالي
2 3 4