الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ }

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: { والله جعل لكم من بيوتكم سكناً } قال: تسكنون فيها.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: { جعل لكم من بيوتكم سكناً } قال: تسكنون وتقرون فيها { وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً } وهي خيام الأعراب { تستخفونها } يقول في الحمل { ومتاعا إلى حين } قال: إلى الموت.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { تستخفونها يوم ظعنكم } قال بعض: بيوت السيارة في ساعة وفي قوله: { وأوبارها } قال: الإبل { وأشعارها } قال: الغنم.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { أثاثاً } قال: الأثاث المال { ومتاعاً إلى حين } يقول تنتفعون به إلى حين.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن عطاء قال: إنما أنزل القرآن على قدر معرفة العرب. ألا ترى إلى قوله: { ومن أصوافها وأوبارها } وما جعل الله لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر. ألا ترى إلى قوله: { والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكناناً } وما جعل من السهل أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب جبال. ألا ترى إلى قوله: { وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر } وما يقي البرد أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب حر. ألا ترى إلى قوله: (من جبال فيها من برد) يعجبهم بذلك، وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا لا يعرفونه.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: { ومتاعاً إلى حين } قال: إلى أجل، وبلغة.