الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض } قال: هذه الأوثان التي تعبد من دون الله، لا تملك لمن يعبدها رزقاً ولا ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا نشوراً { فلا تضربوا لله الأمثال } فإنه أحد صمدلم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد } [الإخلاص:3-4].

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: { فلا تضربوا لله الأمثال } يعني اتخاذهم الأصنام. يقول: لا تجعلوا معي إلهاً غيري، فإنه لا إله غيري.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } يعني الكافر، إنه لا يستطيع أن ينفق نفقة في سبيل الله { ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً } يعني المؤمن وهو المثل في النفقة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً } قال: هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالاً فلم يقدم فيه خيراً ولم يعمل فيه بطاعة الله. { ومن رزقناه منا رزقاً حسناً } قال: هو المؤمن أعطاه الله مالاً رزقاً حلالاً، فعمل فيه بطاعة الله، وأخذه بشكر ومعرفة حق الله، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة. قال الله: { هل يستويان مثلاً } قال: لا والله لا يستويان.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً } و { رجلين أحدهما أبكم } { ومن يأمر بالعدل } قال: كل هذا مثل إله الحق، وما يدعون من دونه الباطل.

وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج، عن ابن عباس في قوله: { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } قال: يعني بذلك الآلهة التي لا تملك ضراً ولا نفعاً، ولا تقدر على شيء. ينفعها ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً قال علانية المؤمن الذي ينفق سراً وجهراً لله.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } قال الصنم.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس قال: إن الله ضرب الأمثال على حسب الأعمال، فليس عمل صالح، إلا له المثل الصالح، وليس عمل سوء، إلا له مثل سوء، وقال: إن مثل العالم المتفهم، كطريق بين شجر وجبل، فهو مستقيم لا يعوّجه شيء، فذلك مثل العبد المؤمن الذي قرأ القرآن وعمل به.

السابقالتالي
2