الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ } * { بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } * { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك، ومن أنكر منهم قالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد. فأنزل الله:أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم } [يونس: 2] وقال: { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } يعني فاسألوا أهل الذكر والكتب الماضية: أبشرا كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أتتكم، وإن كانوا بشراً فلا تنكروا أن يكون رسولاً. ثم قال:وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم من أهل القرى } [يوسف: 109] أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً } قال: قالت العربلولا أنزل علينا الملائكة } [المائدة: 73] قال الله: ما أرسلت الرسل إلا بشراً { فاسألوا } يا معشر العرب { أهل الذكر } وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين جاءتهم قبلكم { إن كنتم لا تعلمون } أن الرسل الذين كانوا من قبل محمد كانوا بشراً مثله، فإنهم سيخبرونكم أنهم كانوا بشراً مثله.

وأخر الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس { فاسألوا أهل الذكر } يعني مشركي قريش، أن محمداً رسول الله في التوراة والإنجيل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: { فاسألوا أهل الذكر } قال: نزلت في عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة، وكانوا أهل كتب يقول: فاسألوهم { إن كنتم لا تعلمون } أن الرجل ليصلي ويصوم ويحج ويعتمر، وأنه لمنافق. قيل: يا رسول الله، بماذا دخل عليه النفاق؟ قال: يطعن على إمامه، وإمامه من قال الله في كتابه: { فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون }.

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي للعالم أن يسكت عن علمه، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله. وقد قال الله { فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون } فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه ".

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: { بالبينات } قال: الآيات { والزبر } قال: الكتب.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أصحابه في قوله: { بالبينات والزبر } قال: { البينات } الحلال والحرام الذي كانت تجيء به الأنبياء { والزبر } كتب الأنبياء { وأنزلنا إليك الذكر } قال: هو القرآن.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: { لتبين للناس ما نزل إليهم } قال: ما أحل لهم وما حرم عليهم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: { لتبين للناس ما نزل إليهم } قال: أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم.

السابقالتالي
2 3