الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } يقول: يحملون مع ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم وذلك مثل قوله { وأثقالاً مع أثقالهم }.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة... } الآية. قال: حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئاً.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس في قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة... } الآية. قال: قال النبي " أيما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتبع، كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. وأيما داع إلى هدى فاتبع، فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ".

وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم، أنه بلغه أنه يتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجهاً وأنتنه ريحاً، فيجلس إلى جنبه. كلما أفزعه شيء زاده، وكلما تخوّف شيئاً زاده خوفاً، فيقول: بئس الصاحب أنت، ومن أنت؟ فيقول: وما تعرفني!؟ فيقول: لا. فيقول: أنا عملك... كان قبيحاً فلذلك تراني قبيحاً، وكان منتناً فلذلك تراني منتناً... طأطئ إليَّ اركبك، فطالما ركبتني في الدنيا. فيركبه. وهو قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة } والله أعلم.