الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ }

أخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح، " عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال: " ألا أراكم تضحكون؟ ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى فقال: إني لمّا خرجت جاء جبريل فقال: يا محمد، إن الله يقول: لم تقنط عبادي؟ { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم } ".

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مصعب بن ثابت قال: " مر النبي صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه يضحكون فقال: اذكروا الجنة والنار. فنزلت { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم } ".

وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه، عن عبدالله بن الزبير قال: " مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه وقد عرض لهم شيء يضحكهم فقال: أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم؟ ونزلت هذه الآية { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم } ".

وأخرج ابن مردويه عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ". فقال: " هذا الملك ينادي لا تقنط عبادي " ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم } قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو يعلم العبد قدر عفو الله، لما تورّع من حرام. ولو يعلم قدر عذابه، لجمع نفسه ".

وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة. فلو يعلم الكافر كل الذي عند الله من رحمته، لم ييأس من الرحمة. ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب، لم يأمن من النار ".

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج على رهط من الصحابة وهم يتحدثون فقال: والذي نفسي بيده، لو تعلمون ما أعلم لَضَحكْتُمْ قليلاً وَلَبَكيتُم كثيراً. فلما انصرفنا أوحى الله إليه، أن يا محمد، لم تقنط عبادي؟... فرجع إليهم: ابشروا وقاربوا وسددوا ".