الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } * { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } * { وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } * { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } * { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب } يقول: أنذرهم في الدنيا من قبل أن يأتيهم العذاب.

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب } قال: يوم القيامة { فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب } قال: مدة يعملون فيها من الدنيا { أو لم تكونوا أقسمتم من قبل } لقولهوأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } [النحل: 38] { ما لكم من زوال } قال: الانتقال من الدنيا إلى الآخرة.

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: بلغني أن أهل النار ينادون { ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل } فرد عليهم { أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال } إلى قوله { لتزول منه الجبال }.

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { ما لكم من زوال } عما أنتم فيه إلى ما تقولون.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ما لكم من زوال } قال: بعث بعد الموت.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } قال: سكن الناس في مساكن قوم نوح وعاد وثمود. وقرون بين ذلك كثيرة ممن هلك من الأمم { وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال } قال: قد والله بعث الله رسله وأنزل كتبه وضرب لكم الأمثال فلا يصم فيها إلا الأصمّ ولا يخيب فيها إلا الخائب، فاعقلوا عن الله أمره.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } قال: عملتم بمثل أعمالهم.

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وضربنا لكم الأمثال } قال: الأشباه.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وإن كان مكرهم } يقول: ما كان مكرهم لتزول منه الجبال.

وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف، عن الحسن رضي الله عنه قال: أربعة أحرف في القرآن { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } ما مكرهم وقولهلاتَّخَذنٰه من لدنا إن كنا فاعلين } [الأنبياء: 17] ما كنا فاعلين. وقوله { إن كان للرحمن ولد } ما كان للرحمن من ولد وقوله { ولقد مكناهم في ما إن مكناهم فيه } ما مكناكم فيه.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وإن كان مكرهم } يقول شركهم. كقولهتكاد السموات يتفطرن منه } [مريم: 90].

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } قال: هو كقوله

السابقالتالي
2 3 4 5 6