الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }

أخرج الواقدي وابن عساكر من طريق عامر بن سعد، عن أبيه قال: كانت سارة عليها السلام تحت إبراهيم عليه السلام، فمكثت معه دهراً لا ترزق منه ولداً، فلما رأت ذلك وهبت له هاجر، أمة لها قبطية. فولدت له إسماعيل عليه السلام، فغارت من ذلك سارة رضي الله عنها فوجدت في نفسها وعتبت على هاجر، فحلفت أن تقطع منها ثلاثة أشراف، فقال لها إبراهيم عليه السلام: هل لك أن تبري يمينك؟ فقالت: كيف أصنع؟ قال: اثقبي أذنيها واخفضيها، والخفض هو الختان. ففعلت ذلك بها، فوضعت هاجر رضي الله عنها في أذنيها قرطين، فازدادت بهما حسناً. فقالت سارة رضي الله عنها: أراني إنما زدتها جمالاً، فلم تقاره على كونه معها وَوَجَدَ بها إبراهيم عليه السلام وجداً شديداً فنقلها إلى مكة، فكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها وقلة صبره عنها.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع } قال: اسكن إسماعيل وأمه مكة.

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن إبراهيم عليه السلام قال { فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم } لو قال: فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم، لغلبتكم عليه الترك والروم.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله { فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم } قال: لو قال أفئدة الناس تهوي إليهم، لازدحمت عليه فارس والروم.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحكم قال: سألت عكرمة وطاوساً وعطاء بن أبي رباح عن هذه الآية فقالوا: البيت تهوي إليه قلوبهم يأتونه. وفي لفظ قالوا: هواهم إلى مكة أن يحجوا.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم } قال: تنزع إليهم.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن محمد بن مسلم الطائفي؛ أن إبراهيم عليه السلام لما دعا للحرم وارزق أهله من الثمرات، نقل الله الطائف من فلسطين.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري رضي الله عنه قال: إن الله تعالى نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف، لدعوة إبراهيم عليه السلام.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة { بواد غير ذي زرع } قال: مكة. لم يكن بها زرع يومئذ.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } وأنه بيت طهره الله من السوء وجعله قبلة وجعله حرمه، اختاره نبي الله إبراهيم عليه السلام لولده.

السابقالتالي
2