الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها، تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج، وهما أرض واحدة وماؤهما شيء ملح وعذب. ففضلت احداهما على الأخرى.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ليس في الأرض ماء، إلا ما نزل من السماء، ولكن عروق في الأرض تغيره، فمن أراد أن يعود الملح عذباً فليصعد الماء من الأرض.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: السبخة والعذبة والمالح والطيب.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: قرى متجاورات، قريب بعضها من بعض.

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: فارس والأهواز والكوفة والبصرة.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: الأرض تنبت حلواً، والأرض تنبت حامضاً. وهي متجاورات تسقى بماء واحد.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: الأرض الواحدة، يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود، وبعضه أكبر حملاً من بعض، وبعضه حلو وبعضه حامض، وبعضه أفضل من بعض.

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قوله { صنوان وغير صنوان } قال: الصنوان، ما كان أصله واحداً وهو متفرق وغير صنوان، التي تنبت وحدها. وفي لفظ { صنوان } النخلة في النخلة ملتصقة، وغير صنوان النخل المتفرق.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما { صنوان } قال: مجتمع النخيل في أصل واحد { وغير صنوان } قال: النخل المتفرق.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال: طيبها عذبها. وخبيثها السباخ. وفي قوله { وجنات من أعناب } قال: جنات وما معها. وفي قوله { صنوان } قال: النخلتان وأكثر في أصل واحد { وغير صنوان } وحدها تسقى { بماء واحد } قال: ماء السماء، كمثل صالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد. وكذلك النخلة، أصلها واحد وطعامها مختلف. وهو يشرب بماء واحد.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { صنوان وغير صنوان } قال: مجتمع وغير مجتمع { يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل } قال: العنب الأبيض والأسود والأحمر، والتين الأبيض والأسود، والنخل الأحمر والأصفر.

السابقالتالي
2 3