الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ }

أخرج أحمد والترمذي وصححه، والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل، و الضياء في المختارة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقالوا: " " يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك. فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قال { والله على ما نقول وكيل } [القصص: 28] قال: هاتوا. قالوا: أخبرنا عن علامة النبي. قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه. قالوا: أخبرنا، كيف تؤنث المرأة، وكيف تذكر؟ قال: يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة، اذكرت. وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل، أنثت. قالوا: أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه، فقال: كان يشتكي عرق النسا، فلم يجد شيئاً يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإِبل - فحرم لحومها. قالوا: صدقت، قالوا: أخبرنا، ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله موكل السحاب، بيديه مخراق من نار، يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله، قالوا: فماذا الصوت الذي نسمع؟ قال: صوته. قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة، وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: جبريل. قالوا: جبريل!... ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدوّنا، لو قلت ميكائيل، الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان " فأنزل اللهقل من كان عدوّاً لجبريل... } [البقرة: 97] إلى آخر الآية.

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه، والخرائطي في مكارم الأخلاق، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: الرعد، ملك. والبرق، ضربه السحاب بمخراق من حديد.

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد، ملك يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإِبل بحدائه.

وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي الدنيا في المطر، وابن جرير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، وقال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك من الملائكة، اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب.

وأخرج ابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك اسمه الرعد، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتد زجره، احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه.

السابقالتالي
2 3 4 5 6