الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ تَاللهِ تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ ٱلْهَالِكِينَ } * { قَالَ إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى ٱللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تالله تفتأ تذكر يوسف } قال: لا تزال تذكر يوسف { حتى تكون حرضاً } قال: دنفاً من المرض { أو تكون من الهالكين } قال الميتين.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف } قال: لا تزال تذكر يوسف، لا تفتر عن حبه { حتى تكون حرضاً } قال: هرماً { أو تكون من الهالكين } قال: أو تموت.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ, عن الضحاك - رضي الله عنه - { حتى تكون حرضاً } قال: الحرض, الشيء البالي { أو تكون من الهالكين } قال الميتين.

وأخرج ابن الأنباري والطستي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله { تفتأ تذكر يوسف } قال: لا تزال تذكر يوسف. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
لعمرك لا تفتأ تذكر خالدا   وقد غاله ما غال تبع من قبل
قال: أخبرني عن قوله { حتى تكون حرضاً } قال: الحرض، المدنف الهالك من شدة الوجع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أمن ذكر ليلى أن نأت قرية بها   كأنك حم للأطباء محرض
وأخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف الأيامي قال: ثلاثة لا تذكرهن واجتنب ذكرهن: لا تَشْكُ مرضك، ولا تَشْكُ مصيبتك، ولا تُزَكِّ نفسكَ. قال: وأنبئت أن يعقوب عليه السلام دخل عليه جار له فقال: يا يعقوب، ما لي أراك قد انهشمت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك؟ قال: هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف، وذكره. فأوحى الله إليه " يا يعقوب، اتشكوني إلى خلقي؟ فقال: يا رب، خطيئة أخطأتها فاغفرها لي. قال: فإني قد غفرت لك ". فكان بعد ذلك إذا سئل قال { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن مسلم بن يسار - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال " من بث لم يصبر " ثم قرأ { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }.

وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كنوز البر، إخفاء الصدقة، وكتمان المصائب والأمراض، ومن بث لم يصبر ".

وأخرج البيهقي من وجه آخر، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب - رضي الله عنه - قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2 3