الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ودخل معه السجن فتيان } قال أحدهما خازن الملك على طعامه، والآخر ساقيه على شرابه.

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحق رضي الله عنه قال: في قوله { ودخل معه السجن فتيان } قال: غلامان كانا للملك الأكبر الريان بن الوليد، كان أحدهما على شرابه والآخر على بعض أمره في سخطة سخطها عليهما، اسم أحدهما مجلب، والآخر نبوا الذي كان على الشراب. فلما رأياه قالا: يا فتى، والله لقد أحببناك حين رأيناك، قال ابن إسحق: فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه، أن يوسف عليه الصلاة والسلام قال لهما حين قالا له ذلك: أنشدكما بالله أن لا تحباني، فوالله ما أحبني أحد قط إلا دخل علي من حبه بلاء. قد أحبتني عمتي فدخل علي من حبها بلاء، ثم أحبني أبي فدخل علي بحبه بلاء، ثم أحبتني زوجة صاحبي فدخل علي بمحبتها إياي بلاء. فلا تحباني بارك الله فيكما، فأبيا إلا حبه وألفه حيث كان، وجعل يعجبهما ما يريان من فهمه وعقله. وقد كانا رأيا حين ادخلا السجن رؤيا، فرأى مجلب أنه رأى فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه، ورأى نبوا أنه يعصر خمراً، فاستفتياه فيها وقالا له { نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين } إن فعلت فقال لهما { لا يأتيكما طعام ترزقانه } يقول في نومكما { إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما } ثم دعاهما إلى الله وإلى الإسلام فقال { يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } أي خير أن تعبدوا، إلهاً واحداً أم آلهة متفرقة لا تغني عنكم شيئاً؟.... ثم قال لمجلب: أما أنت فتصلب فتأكل الطير من رأسك. وقال لنبوا أما أنت، فترد على عملك ويرضى عنك صاحبك، { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان }.

وأخرج وكيع في الغرر، عن عمرو بن دينار قال: قال يوسف عليه السلام: ما لقي أحد في الحب ما لقيت، أحبني أبي فألقيت في الجب، وأحبتني امرأة العزيز، فألقيت في السجن.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إني أراني أعصر خمراً } قال عنباً.

وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن مردويه، من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قرأ [اني أراني أعصر عنباً] وقال: والله لقد أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { إني أراني أعصر خمراً } يقول: أعصر عنباً، وهو بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمراً.

السابقالتالي
2