الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فلما سمعت بمكرهنَّ } قال: بحديثهن.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله { سمعت بمكرهن } قال: بعملهن. وقال: كل مكر في القرآن فهو عمل.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه في قوله { وأعتدت لهن متكأ } قال: هيأت لهن مجلساً، وكان سنتهم إذا وضعوا المائدة، أعطوا كل إنسان سكيناً يأكل بها. فلما رأينه قال: فلما خرج عليهن يوسف عليه السلام { أكبرنه } قال: أعظمنه ونظرت إليه، وأقبلن يحززن أيديهن بالسكاكين. وهن يحسبن أنهن يقطعن الطعام.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { وأعتدت لهن متكأ } قال: أعطتهن أترنجاً، وأعطت كل واحدة منهن سكيناً، فلما رأين يوسف أكبرنه وجعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترنج.

وأخرج مسدد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المتكأ، الأترنج، وكان يقرؤها خفيفة.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { متكأ } قال: هو الأترنج.

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه ثالث، عن مجاهد رضي الله عنه قال: من قرأ { متكأ } شدها، فهو الطعام. ومن قرأ " مَتَكاً " خففها فهو الأترنج.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن سلمة بن تمام أبي عبيد الله القسري رضي الله عنه قال: { متكاً } بكلام الحبش، يسمون الأترنج مَتَكاً.

وأخرج ابو الشيخ عن أبان بن تغلب رضي الله عنه, أنه كان يقرؤها { واعتدت لهن متكا } مخففة. قال: الأترنج.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { واعتدت لهن متكأ } قال: طعام وشراب وتكاء.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه مثله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { متكأ } قال: كل شيء يقطع بالسكين.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن زيد رضي الله عنه قال: أعطتهن ترنجاً وعسلاً، فكن يحززن الترنج بالسكين، ويأكلن بالعسل، فلما قيل له اخرج عليهن، خرج. فلما رأينه أعظمنه وتهيمن به حتى جعلن يحززن أيديهن بالسكين وفيها الترنج ولا يعقلن، لا يحسبن إلا أنهن يحززن الأترنج، قد ذهبت عقولهن مما رأين وقلن { حاشا لله، ما هذا بشراً } ما هكذا يكون البشر، ما هذا إلا ملك كريم.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق دريد بن مجاشع، عن بعض أشياخه قال: قالت للقيم: أدخله عليهن وألبسه ثياباً بيضاً، فإن الجميل أحسن ما يكون في البياض.

السابقالتالي
2 3