الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها } قال: نزلت في اليهود والنصارى.

وأخرج ابن جرير ابن أبي حاتم عن عبد الله بن معبد رضي الله عنه قال: قام رجل إلى علي رضي الله عنه فقال: أخبرنا عن هذه الآية { من كان يريد الحياة الدنيا } إلى قوله { وباطل ما كانوا يعملون } قال: ويحك...! ذاك من كان يريد الدنيا لا يريد الآخرة.

وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما { من كان يريد الحياة الدنيا } أي ثوابها { وزينتها } مالها { نوف إليهم } نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في الأهل والمال والولد { وهم فيها لا يبخسون } لا ينقضون ثم نسخهامن كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء } [الإِسراء: 18] الآية.

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه. مثله.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: من عمل صالحاً التماس الدنيا صوماً أو صلاة أو تهجداً بالليل لا يعمله إلا لالتماس الدنيا، يقول الله: أو فيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمل، وهو في الآخرة من الخاسرين.

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { من كان يريد الحياة الدنيا } قال: هو الرجل يعمل العمل للدنيا لا يريد به الله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: نزلت في أهل الشرك.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: هم أهل الرياء.

وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول من يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن يقول الله تعالى له: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: فماذا عملت فيما علمتك؟ فيقول: يا رب كنت أقوم به الليل والنهار. فيقول الله له: كذبت. وتقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان قارىء فقد قيل، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء، ثم يدعى صاحب المال فيقول الله: عبدي ألم أنعم عليك، ألم أوسع عليك، فيقول: بلى يا رب. فيقول: فماذا عملت فيما آتيتك؟ فيقول: يا رب كنت أصل الأرحام، وأتصدق وأفعل. فيقول الله له: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ويدعى المقتول فيقول الله له: عبدي فيم قتلت؟ فيقول: يا رب فيك وفي سبيلك. فيقول الله له: كذبت وتقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك الثلاثة شر خلق الله يسعر بهم النار يوم القيامة. فحدث معاوية بهذا إلى قوله { وباطل ما كانوا يعملون } ".


السابقالتالي
2 3