الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }

أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } قال: أهل دين واحد، أهل ضلالة أو أهل هدى.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولا يزالون مختلفين } قال: أهل الحق وأهل الباطل { إلا من رحم ربك } قال: أهل الحق { ولذلك خلقهم } قال: للرحمة.

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } قال: إلا أهل رحمته فإنهم لا يختلفون.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال { لا يزالون مختلفين } في الهوى.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء بن أبي رباح { ولا يزالون مختلفين } أي اليهود، والنصارى، والمجوس، والحنيفية، وهم الذين رحم ربك الحنيفية.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك غير مختلف { ولذلك خلقهم } قال: للاختلاف.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد { ولا يزالون مختلفين } قال: أهل الباطل { إلا من رحم ربك } قال: أهل الحق { ولذلك خلقهم } قال: للرحمة.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة { ولا يزالون مختلفين } قال: اختلاف الملل { إلا من رحم ربك } قال: أهل القبلة { ولذلك خلقهم } قال: للرحمة.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال: أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم، وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت أبدانهم { ولذلك خلقهم } للرحمة والعبادة ولم يخلقهم للاختلاف.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولذلك خلقهم } قال: خلقهم فريقين: فريقاً يرحم فلا يختلف، وفريقاً لا يرحم يختلف. وكذلك قولهفمنهم شقي وسعيد } [هود: 105].

وأخرج ابن المنذر عن قريش قال: كنت عند عمرو بن عبيد، فجاء رجلان فجلسا فقالا: يا أبا عثمان ما كان الحسن يقول في هذه الآية { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم }؟ قال: كان يقولفريق في الجنة وفريق في السعير } [الشورى: 7].

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { ولذلك خلقهم } قال: خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار، وخلق هؤلاء لرحمته وهؤلاء لعذابه.

وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح. أن رجلين تخاصما إلى طاوس فاختلفا عليه فقال: اختلفتما علي فقال أحدهما لذلك خلقنا. قال: كذبت. قال: أليس الله يقول { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم }؟ قال: إنما خلقهم للرحمة والجماعة.